كي ينجح الزعيم التركي, اردوغان في رفع الحصار عن غزة؟؟

[size=21]كي ينجح الزعيم التركي, اردوغان في رفع الحصار عن
غزة؟؟

الكاتب: محمد سليمان
طبش

في إطار الرد والتعقيب التركي الأولي على إرهاب الدولة
الإسرائيلية , الغير مسبوق , الذي استهدف قافلة سفن الحرية التركية والتي تحمل مواد
غذائية, طبية وإنسانية للشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة ..هذا الإجراء العسكري
الإرهابي الإسرائيلي ,الذي لم يكن متوقعا أدى إلى سفك دماء متضامنين أبرياء أتراك
وآخرين في المياه الدولية للبحر الأبيض ...في إطار هذا الرد والتعقيب على الجنون
الإرهابي الإسرائيلي جاء الرد من جانب رئيس الوزراء التركي ,رجب اردوغان – الذي قطع
جولته في أمريكا اللاتينية وعاد على عجل إلى تركيا – عبر خطاب ألقاه أمام نواب
الأمة التركية حيث حذر إسرائيل وحملها مسؤولية الأعمال الإرهابية التي تمارسها
وتضرب من خلالها بعرض الحائط القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والسلام العالمي
....

قال اردوغان محذرا :"على إسرائيل أن لا تختبر صبر تركيا وان عداوتنا
قوية مثل صداقتنا..على الشعب الإسرائيلي أن يضغط على حكومته على وقف ممارساتها
الحالية ...لا يمكن لإسرائيل أن تنظر في وجه العالم إذا لم تعتذر وتحاسب على ما
أقدمت عليه ...لقد مللنا من الأكاذيب الإسرائيلية فيما يتعلق بالادعاء بأن
المتضامنين أطلقوا النار على الجنود "

وأضاف قائلا :"إن ما قامت به إسرائيل
يعتبر عملا دنيئا وغير مقبول وعلى إسرائيل أن تفهم العواقب ولا تواصل ارتكاب
الأخطاء .."

وأكد بالقول:"لن ندير ظهورنا لغزة ولن نغمض عيوننا وعلى
إسرائيل أن ترفع الحصار عن غزة على الفور".

إن لغة الخطاب التي استخدمها
الزعيم التركي في إطار التعقيب على المجزرة الإسرائيلية التي نفذت بحق الأبرياء
الأتراك والأصدقاء الأجانب من محبي السلام ,إنها لغة عنيفه صادقة وقوية غير مسبوقة
تذكرنا بالخطاب السياسي الوطني الذي ساد في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي
من قبل قادة وطنيين كبار من طراز جمال عبد الناصر ,هواري بومدين والملك فيصل في
إطار تحدياتهم لممارسات الاستعمار والأعداء .

إن الإجراءات والأفعال التركية
السريعة في إطار الرد على الإرهاب الإسرائيلي تمثلت في استصدار قرار رئاسي من مجلس
الأمن يندد بالسلوك الإرهابي الإسرائيلي وإلغاء مناورات عسكرية مشتركة وكذا استدعاء
السفير التركي من تل أبيب في انتظار خطوات أخرى لاحقة .

إن الرد السريع من
جانب الزعيم التركي لم يصل إلى حد قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل وهذا بحكم
وجود مصالح أمنية وإستراتيجية مشتركة لسنا بصدد الحديث عنها الآن – حصول تركيا على
طائرات إسرائيلية حديثة بلا طيار تستخدم في ملاحقة الخلايا العسكرية لحزب العمال
الكردستاني المحظور وأجهزة تكنولوجية عسكرية دقيقة جدا – ومع ذلك يمكن القول إن
أفضل ما جاء في خطاب اردوغان هو دعوته القوية لضرورة رفع الحصار الفوري عن قطاع غزة
ونحن هنا ندعو اردوغان أن يطرق الباب الحقيقي الحاسم المؤدي إلى رفع الحصار وهذا من
خلال العمل على استخدام واستثمار رجب اردوغان لنفوذه وثقله , المنعكس عن ثقل ودور
تركيا الإقليمي الذي يتعزز يوم بعد يوم وكذا استثمار مصداقيته الممثلة باحتفاظه
بخيوط الثقة والصدقية مع كافة الأطراف المعنية (الرئاسة الفلسطينية, قيادة حماس,
القيادة المصرية, القيادة السورية, القيادة القطرية, القيادة السعودية والقيادة
الإيرانية) ..... استثمار هذا النفوذ وهذه الصدقية في انجاز ملف المصالحة
الفلسطينية بأسرع ما يمكن وحال انجاز هذه المهمة بالإمكان القول أن اردوغان قد وجه
الصفعة الحاسمة والقاتلة للحكومة الإسرائيلية ويكون بذلك قد انتصر للشهداء وللدماء
البريئة التي سفكت في عرض البحر .

انجاز المصالحة الفلسطينية من خلال الجهد
التركي الصادق المكمل للجهد المصري – عبر التواصل والتنسيق مع الأشقاء المصريين –
هو أفضل وأنجع الردود العملية التي بإمكان الزعيم التركي القيام بها في إطار الرد
على همجية وإرهاب الدولة الإسرائيلية التي تجاوزت كل الحدود وكل الخطوط
الحمراء....؟؟

كاتب ومحلل سياسي

[/size]